13‏/4‏/2011

نيوتن

عندما خرج من حصة الفيزياء عائدا إلى بيته , سار من الطريق الإلتفافي لأنه أقرب , كان الجو حارا جدا , لم يطق الحر فجلس تحت شجرة يتفيأ بظلها , كان الهواء تحتها باردا وكأن هناك مكيف , انسجم مع هذه البرودة وأغمض عينيه ليشعر بالراحة والإنتعاش , رفع رأسه ليستنشق الهواء , فتح عينه قليلا ليرى أفعى تتدلى من الشجرة, قفز من مكانه صارخا .. تبا .. تبا , يا إلهي ! كادت تلدغني , إن نيوتن أحسن حظا مني , هو سقطت على رأسه تفاحة وأنا سقطت على رأسي أفعى .. حمل كتابه وفر هاربا إلى بيته , عندما وصل صعد إلى غرفته وأغلق الباب خلفه , جلب دفتر ورسم ما حدث معه .. رسم شجرة وهو جالس تحتها ورسم أفعى تتدلى من فوقها .. نظر إليها طويلا وقال لنفسه .. لماذا تتدلى الأفعى للأسفل ؟ ماذا لو تدلت للأعلى .. فكر قليلا ثم قال .. يبدوا أنني جذبتها لتلدغني , لو كنت فوق الشجرة لصعدت إلي , لا أدري إن كان للجاذبية علاقة بالأمر .. أمسك القلم وأخذ يضرب به على رأسه وحدق في لا شيء .. أمه تطرق الباب ثم تنادي .. نيوتن عزيزي , بدل ثيابك وتعال لتناول الغداء .. بدل ملابسه ونزل إلى المائدة , ثم توقف وصعد مرة أخرى ثم نزل وأمه تحدق به باستغراب , صاحت به .. ما بالك تتصرف كالمجانين ؟ قال .. لا يا أمي لست مجنونا ! ولكن أتسائل , لماذا دائما توضع السفرة في الأسفل وغرف النوم في الأعلى , ما الضير لو حدث العكس ؟ يبدوا أن للجاذبية دور في ذلك , قالت الأم .. لم أفهم ما تقول ! .. قال .. لا , لا شيء .

مع حلول الظلام قرر النوم على سطح البيت في الهواء الطلق هربا من الحر , وضع وسادة واستلقى عليها , تأمل طويلا في النجوم .. ما أكثرها وما أعلاها .. تسائل .. لماذا لا تسقط النجوم , ألا تدفعها الجاذبية للسقوط ؟ .. شعر بالنعاس ونام , شاهد في منامه حلما غريبا .. عندما خرج من حصة الفيزياء عائدا إلى البيت , سار من الطريق الإلتفافي لأنه أقرب , من شدة الحر جلس تحت شجرة ليتفيأ بظلها , شعر بالنعاس ونام .. بعد برهة فتح عيونه ليجد أن الدنيا أصبحت ظلاما والشجرة التي يجلس تحتها أثمرت نجوما تتلألئ , لكن هذه النجوم نضجت بسرعة وبدأت تتساقط عليه وتحرق ثيابه .. عندما استفاق من النوم وجد أن الفجر قد حل .

في اليوم التالي ذهب لكليته وكالعادة لحصة الفيزياء .. عندما انتهى دوامه عاد لبيته , ولكن هذه المرة من الطريق العادية ولم يسلك الطريق المختصرة خوفا من الأفعى .. عندما وصل البيت بدل ثيابه وجلس لتناول الغداء , تردد .. هل يخبر أمه عن حلم الأمس أم لا ؟ لكنه اعتبر أنه حلم سخيف .. سألها سؤال واحد غريب , قال .. أمي , إن حصل شيء ما ومتنا أنا وأنت , هل سنتقابل بعد الموت , أليس بيننا جاذبية ؟ .. قالت الأم .. لا أعلم يا بني , لا أدري ما يحدث بعد الموت .. ولماذا تسأل هذا السؤال الغريب ؟! .. قال لها .. لا , لا شيء أبدا , مجرد سؤال .
في الليل نام على السطح هربا من الحر .. هذه المرة نام فورا لفترة قصيرة ثم استفاق , شاهد نور قوي في السماء , فتح عيونه جيدا إذا بالنجوم تتساقط في طريقها إلى الأرض .. نزل مسرعا إلى أمه وهو يصيح وطرق باب غرفتها بقوة .. أمي , أمي , يجب أن نهرب , النجوم تتساقط .. نظرية الجاذبية تحققت , لم تكد الأم تفتح الباب حتى وصلت النجوم إلى الأرض وعم الموت والهلاك على كل البشر .

في عالم البرزخ حيث الأرواح الهائمة , كل مجموعة من الأرواح تلتقي مع بعضها , كل مجموعة لها شحنات تتجاذب .. التقت روح "نيوتن" مع روح أمه , قال لها .. ألم أقل لك يا أمي أن نظرية الجاذبية تطبق على كل شيء , لكن الآن لا أعرف إن كانت شحناتنا ستنجذب إلى الجحيم أم إلى الجنة .

* ملاحظة : الصورة في القصة هي من تصويري وتعديلي .. شكرا للقرآءة .

13 تعليقات :

pretty yoyo يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم....

جـميـلة جدا اخى سر الاض.....واعجبتنى ايضا تلك الصورة المرفقة....

الن تكمل قصة "شتاء عام 1800" استاذ امجد؟؟؟


ملاحظة : "وعم الموت والهلاء على كل البشر ".....
اظن حضرتك تقصـــد "الهلاك"

تـــــحـيـاتى والى المزيد من النجاح...

amjad yaseen يقول...

أهلا بك الصديقة والعزيزة pretty yoyo .. بلا أختي سأكملها طبعا بعد أن أنتهي من كتابة الجزء الثاني .

وشكرا لك على التنبيه , لقد صححت كل الأخطاء الإملائية

تحياتي لك ..

زرقاء اليمامه يقول...

اخي امجد
هل تعرف انك كبرت في عيني لما اعتذرت من الاخ كمال؟خاصة قولك ( احب على راسك ؟)
لكن اريد توضيح , هل هذا الاعتذار نتيجه ماحدث معك في شهر فبراير او انك تشاجرت معه مره اخرى ؟
اخي امجد حط نفسك مكانه الاخ مشغول من كثرة الاعمال التي تحتاج لجهد ووقت حتى يعرضها لذلك لاداعي لمثل هذه المشاجرتات اما ان كان الاعتذار من اجل ماحدث قديما فاتطمن يبدو ان الاخ كمال نسى هذا الشجار , احب مشاركاتك دائما سواء في الموقع او في مدونة مسيد
تحياتي

amjad yaseen يقول...

أهلا بك أختي زرقاء اليمامة , شكرا على هذا الإطراء .. المشكلة القديمة أختي ولا شيء جديد , أنا أحب أخي كمال , لكني أعصب في بعض المرات ..

تقبلي تحياتي

pretty yoyo يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم..

هل ستصدقنى استاذ امجد؟؟؟...فى نفس وقت اعتذارك للاستاذ كمال كنت سأسالك لماذا لم نعد نراك فى موقعه....

من الجميل ان تتصالحا.....ومن الجميل انك استاذى من الناس الاقلاء الذين يدركون ان الاعتذار ليس دليل على الذل مثلا (على حد قولهم).....

"وخيركم ومن بدأ بالصلح"......

سعيدة باننا سنشاركك مجددا فى آرآئك بموقع ما وراء الطبيعة....

تحياتى......

amjad yaseen يقول...

شكرا أختي pretty yoyo ..

أحب أن أخبرك أنك إنسانة رائعة , تحملين كل الصفات الإنسانية الخيرة ... شكرا لك

تقبلي تحياتي

pretty yoyo يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم.....

وأنــــا اشــــكرك...!!!
سأبذل جهدى لاكون عند حسن ظنك....

زرقاء اليمامه يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

مرحبا اخي امجد

, هل تعرف متى تفتح المشاركه في موقع ماوراء الطبيعه ؟
لقد طال الوقت كثيرا ولم ارى جديد عدا اخر موضوع هل تستطيع ان تسأل الاخ كمال ؟

اننا متشوقون كثيرا لكل جديد
وشكرا

كريمة سندي يقول...

تقبل مروري الأول والقصة جميلة مع ملاحظة أن تحديث المدونة يظهر منذ ثلاثة أشهر وليس في تاريخها

pretty yoyo يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم....

الى الاخ صاحب التعليق السابــق.....انا اعلم انه لا يحق لى التدخل وان مضمون التعليقات امر يخص صاحب المدونة...


ولـــــكن ما علاقة هذا بالقصة؟؟؟

amjad yaseen يقول...

مرحبا أخي الغير معرف , أتمنى ان تكون بصحة جيدة .. ولكن اخي يبدوا أنك علقت في المكان الخطأ , هذه المدونة للقصص والترفيه والثقافة وليست للسياسة , إن كنت تحب السياسة مثلي إذهب إلى مدونتي الأخرى ففيها مجال للكلام عن السياسة :http://amjad-truth.blogspot.com/
أرجوا أن تكون لم تنزعج مني وتقبل كل إحترامي .

amjad yaseen يقول...

أهلا أخي / تي , لا تقلق اخي سأكتبها وسأبثها عندما انتهي منها .. ثق انني ساكتبها .

شكرا لك

amjad yaseen يقول...

لم تطيلي في كلماتك .. لان زيادة الكلمات ستجعلني أتعمق في القرآءة وقد تعمقت في قرآءة تعليقك .. من يخفي حكمة آينشتاين العالم المفكر الحالم ..

كوني مطمئنة أختي , طلبك سيتحقق وكل ما أردتيه سيكون ..

متى سأكتبها , هذا غير محدد , لأنه يعتمد على متى سأنهيها .. وكذلك يعتمد على وقت فراغي .. لكن في النهاية سأكتبها لا تقلقي .

شكرا لك جدا لأنك جعلتيني أسر كثيرا لشدة اهتمامك .

إرسال تعليق

اترك تعليقك على القصة ...

 
كافة الحقوق محفوظة للكاتب © 2021