3‏/8‏/2012

رسائل

قبل مليون سنة وقبل ألف سنة وقبل مائة سنة وقبل شهر وأسبوع ويوم وساعة ودقيقة وقبل أن يرمش ذلك الإنسان بعينه التي ترى الحياة من حوله .. أخبره الجميع أن كل شيء هو رسائل , حتى الذكريات , حتى الحزن , حتى الدموع التي لاتتوقف , حتى الوحدة , حتى الإبتسامة الفريدة والضحكة أمام العالم . 


يتذكر زهرة أعطته إياها فتاة تبيع المناديل المزركشة .. ألحت عليه وقبل بذلك , بالرغم من أنه لا يملك زوجة اشترى مناديلها كلها وأعطته تلك الزهرة كهدية .. قرأ في عينيها قصة طويلة ومآسي لا تخرج من الباب .. في يوم ما صادفها في الطريق وجلس بجانبها وأراد أن يعرف , لكنها لم تخبره سوى الإبتسامة .. التزم الصمت طويلا قبل أن تعطيه زهرة أخرى , ثم قالت .. أتدري ما سيحصل إن عرف الإنسان كل شيء ؟! .. ثم هزّت برأسها ورحلت .. كانت يده معلقة في الهواء وهو في حالة صدمة عندما فجأة ضربتها سيارة .. ثم ماتت الفتاة بعد برهة .. لم يأت أحد إليها , لا أب ولا أم , أخبر الجميع أنه عائلتها ودفن الزهرة معها , وامتهن بمهنتها ... على ذلك الشارع جلس يبيع المناديل المزركشة تحت ظل مبنى كبير يحجب الشمس .


ذات يوم جاءه رجل يبدوا عليه التعب , وكأن المآسي لطمته من كل جانب .. كان يبحث عن سعادة شخص ما .. سأله .. بكم المنديل يا بني ؟ , قال له .. بزهرة يا عم !! , ثم ذهب متهللا لأنه يعرف أن زوجته ستسعد ... وذلك الإنسان امتلك كومة من الزهور وأصبح لديه عالم كامل .


أن تخرج من الذكريات والأحزان وتلمس العالم , وعند كل طرقة باب يترك زهرة ورسالة لكل إنسان يستطيع الوصول إليه .. "أتدري ما سيحصل إن عرف الإنسان كل شيء ؟!!" .. كانت تلك ليلة صامتة قبل أن يحل الصباح ..


لم يعلم الذين يقطنون المبنى الذي يحجب الشمس من وضع تلك الرسالة في الصحف ولما .. الريبة امتلأت المكان , وفي الخارج كان العالم يسير في الطرقات يحملون زهرة في يد وراية سوداء في يد مكتوب عليها  (لا خوف) .. 


كأنه حلم , أليس كذلك ؟ .. أنام ولا أخشى الإعتقال لأنه لم يبق أحد .. (لا خوف) على الحائط ولدي ابنه اسمها (زهرة) .. لديها رسالة لم تمت ..



قصـــــــــــــة قصيــــــــرة


أمجد ياسين

2 تعليقات :

pretty yoyo يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم...

شكرا على القصة استاذ امجد اعجبتنى كثيرا....D:
سر جمالها فى بساطة فكرتها..

تحياتى..

amjad yaseen يقول...

شكرا على مرورك أختي بريتي ..

تحياتي لك ونهارك سعيد

إرسال تعليق

اترك تعليقك على القصة ...

 
كافة الحقوق محفوظة للكاتب © 2021