14‏/8‏/2010

إذهب للجحيم


عاد أحمد في منتصف الليل مرهقا من كثرة العمل , دخل بيته وتوجه فورا الى السرير دون تناول طعام العشاء ولا حتى بدل ملابس عمله , لم يكن له زوجة ترعاه لأن زوجته ماتت منذ زمن , يعيش الان وحيدا ويقضي جل وقته في العمل....

في احدى ليلي الصيف عاد أحمد من العمل متأخرا كالعادة وتوجه على الفور للنوم وخلد الى نوم عميق ... وبعد مرور مدة على نومه ازعجه شيء غريب أدهشه , شيء لم يعرف مصدره , سأل نفسه: كأنني اسمع صوت , لا لا إنني اهلوس من شدة التعب , ويعود مجددا إلى النوم عاد الصوت من جديد وهذه المرة كان واضحا , نهض أحمد من نومه كالمجنون ويكاد لا يصدق نفسه , وقف منتصبا وركز سمعه جيدا , انني لا احلم انه صوت شخص ما , كان صوت واضح على شكل نداء استغاثة .. النجدة النجدة اين انت .. أسرع.. واختفى الصوت مجددا, توجه أحمد الى المرآة ونظر الى نفسه , هل هذا حلم ؟ غسل وجهه بالماء وعاد الى فراشه وهو في حيرة من أمره ولكنه لم يستطع النوم رغم تعبه الشديد , تفكيره بات مشغولا وعشرات الاسئلة تدور في ذهنه , جلس لكي يستمع لعل ذلك الصوت يكون توهما ولكن انقضت ساعتين وهو ينتظر دون ان يسمع شيء غير طبيعي , ضحك من نفسه وعاد ليضع رأسه على الوسادة ليخلد الى النوم , ولم يكد يفعل ذلك حتى عاد الصوت .. أين انت لما لم تات .. نهض أحمد مفزوعا من فراشه ولبس حذائه ونزل من غرفته كالمجنون وركب سيارته متجها الى البحر لعل ذلك الكابوس يبتعد عنه , وقف على الشاطئ ولم ينزل من سيارته وابقى المحرك يعمل وهو في حالة من الصدمة والذهول , بينما هو جالس في سيارته اذا بالصوت يلحقه ويهمس في أذنه .. قلت لك أن تات ..أنا انتظرك .. لم يستطع أحمد أن يتمالك نفسه , خرج من سيارته وهو يصرخ ويبكي : من أنت؟! , ماذا تريد مني ؟, دعني وشأني , لم أفعل لك شيء , أنا لا أعرفك! .. همس ذلك الصوت في اذنه من جديد .. أنت مجرم .. لن أغفر لك .. لن أسامحك.. ركب أحمد سيارته وهو خائف وسار بها مسرعا في شوارع المدينة دون وجهة محددة له والدموع تنهمر من عينيه , سارت سيارته كالريح على الخط السريع ويكاد لا يرى أمامه من الرعب والخوف .. في منتصف الطريق لم تعد سيارته هي السيارة التي اعتاد عليها فقد السيطرة عليها كليا , لم يعد يستطيع ان يحرك المقود ولا فتح الابواب وأخذت تسير من تلقاء نفسها وكأن قوة عجيبة تسيطر عليها, انحرفت سيارته عن مسارها متوجه الى طريق ضيق يقود الى الغابة .. سارت به وهو يتخبط بداخلها كالمجنون يحاول الخروج لكن دون جدوى , تغلغلت السيارة عميقا في الغابة حتى استقرت عند حافة نهر كبير وعاد للسيطرة , أخذ أحمد يحاول تشغيلها لكن دون جدوى لقد تعطلت دون سبب , حاول أن يصلحها وقلبه يكاد يخرج من صدره من الخوف لكن دون جدوى , انهار تمام واطلق العنان لعينيه واخذت تنهمر دموعا .. أوقف بكائه جسم غريب دون ملامح واضحة كان يتوجه نحوه .. استقر ذلك الجسم امامه مباشرة وصدر منه صوت .. إذهب للجحيم .. , ودفع احمد الى الشلال وأرداه قتيلا.
فاق أحمد من نومه في الصباح فزعا والعرق يتصبب منه بغزارة .. لقد كان كابوسا مرعبا .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , .. كالمعتاد توجه الى عمله ولكن هذه المرة ليقدم استقالته دون أن يعطي سبب واضح للاستقالة , غادر عمله نهائيا وقرر أن يغادر البلاد للابد هربا من ذلك الكابوس الذي ينغص عليه حياته , حزم أمتعته وتوجه إلى المطار واستقل الطائرة متجها الى نيويورك .. لم يمضي على الرحلة أكثر من ساعتين حتى تلقى برج المراقبة نداء استغاثة .. النجدة لقد فقدت السيطرة على الطائرة , الطائرة تسقط اكرر الطائرة تسقط , اطلقت صفارات الانذار في المطارات , التحكم الالي بالطائرة لم يجد نفعا اصبحت الطائرة خارج السيطرة .. تم ارسال طائرات مقاتلة لتتبع مسار الطائرة , وقف الناس امام شاشات التلفزيون لمشاهدة الحدث , ورد خبر لبرج المراقبة .. لقد سقطت الطائرة في المحيط اكرر سقطت الطائرة .. في ذلك الحادث المروع الذي هز العالم آن ذاك راح ضحيته ثلاثمئة انسان ..

2 تعليقات :

غير معرف يقول...

قصة قصيرة جميلة
حدث مثلها على ارض الواقع لكن بحادث سيارة
تقبل مروري
nora

غير معرف يقول...

قصة جميلة abeer

إرسال تعليق

اترك تعليقك على القصة ...

 
كافة الحقوق محفوظة للكاتب © 2021