30‏/8‏/2010

الأنتقام

في عمليات التطهير العرقي في البوسنة والهرسك دخلت القوات المسلحة العاصمة سيرايفو وبدأت في عملية القتل الجماعي , دخلوا المساكن وقتلوا  جميع أهلها بدم بارد دون رحمة , لم يتركوا بيت  الا ودخلوه ولم يتركوا انسان الا قتلوه , حقدهم الدفين دفعهم لارتكاب تلك المجازر الفظيعة.

دخلت القوات المسلحة بيت الحاج أبو سراج ودون رحمة قتلوا جميع أفراد العائلة وأمطروهم بوابل من الرصاص الغزير الذي اخترق أجسادهم الطاهرة , لكن سراج لم يمت كبقية أفراد عائلته مع أنه كان معهم عندما ابيدت عائلته , فتشت القوات المسلحة كل أنحاء البيت للتأكد من عدم وجود أحياء وكان سراج في تلك اللحظة ينظر اليهم ويراقب ماذا يفعلون دون أن يتمكنوا من رؤيته ولا حتى الشعور بوجوده في البيت .
غادرت القوات بيته وتركته في حزنه وبكائه على فقد عائلته وبقية الناس , لم تعلم تلك القوات المجرمة أن في البيت شخص واقف ينظر لهم ... هو من ضمن الناجين القلائل الذين كتبت لهم الحياة , لكنه لم يختبئ مثلهم بل كان واقفا أمامهم دون أ يروه ..أعادت تلك الحادثة تفكير سراج عشرة سنين للوراء عندما كان بعمر السبع سنوات .. في احدى ليلي شهر شباط الشديد البرودة أصاب والدته مرض غريب ولا أمل لها بالعلاج  والموت كان قريبا منها , تجمع جميع أفراد العائلة حولها بقلق وحزن لكن سراج في تلك الليلة ترك والدته المريضة وذهب الى غرفته وأغلق الباب على نفسه وأخذ يبكي بصمت , وعندما كان جالسا شعر بلفحة هواء بارد في غرفته ومن ثم تجسد له رجل أبيض حسن المظهر وذو رائحة طيبة , نظر اليه سراج بذهول لكنه لم يشعر بالخوف منه .. قال له ذلك الرجل : يا غلام .. سوف أعطيك شيء سيمدك بالقوة العظيمة وسيشفي والدتك باذن الله .. خذ هذه الرسالة وانظر بداخلها ومن ثم احرقها واخلط رمادها بالماء واسقيه لامك فانها ستتعافى باذن الله .. أسرع ذلك الفتى وفتحها ونظر بداخلها ولكن لم يجد الا انعكاس لصورته فيها وكلمه (الله) بداخلها , قال له ذلك الرجل : لقد اكتسبت الآن قوة تلك الكلمة وهي الآن تسري في جسدك وسترى مفعولها العظيم  في وقتها .. رحل الرجل فجأة كما جاء فجأة وترك سراج مذهولا في غرفته , لكن سراج كان تفكيره في أمه المريضة فأسرع وأحرق الرسالة وخلط رمادها بالماء وأسقاه لأمه وعلى الفور تعافت الام تماما وكأن شيء لم يكن وسط استغراب وذهول كل أفراد العائلة , كيف شفيت بعد أن عجز الاطباء عن علاجها؟ .. 
أخفى سراج ذلك السر العظيم طيلة العشر سنوات , والآن جاء وقته ليستعمله كما أخبره ذلك الرجل الأبيض ... خرج من بين جثث عائلته وسار في شوارع المدينة المليئة بالجيش دون أن يراه أحد والغضب يتملكه .. توجه خارج البلاد واستقل الطائرة متوجها الى نيويورك ليسلمها الأمانه التي حملها عشر سنين تلك الأمانه تحمل اسم الله الذي فيه غضبه .. وفور وصوله توجه الى أعلى تله ونطق .. بسم الله .. شعر بالطاقة تملأ جسمه والقوة تتفجر منه وألقى صرخته صوب المدينة الجديدة .. فأصبحت أثرا بعد عين , نسب علماء الطبيعة تلك الحادثة الى كارثة طبيعية مجهولة ....

1 تعليقات :

غير معرف يقول...

قوية وكم من صرخة تنتظر ان تنفجر في وجه الظلم والعدوان.
يسلموا على هاي القصة القصيرة الكبيرة

إرسال تعليق

اترك تعليقك على القصة ...

 
كافة الحقوق محفوظة للكاتب © 2021