24‏/7‏/2010

2012



كنت جالسا وحدي , كنت افكر وأتامل بالسماء , غدا هو الواحد والعشرين من ديسمبر من عام 2012 , جلست طوال النهار أنتظر ولست وحدي انتظر , كل سكان الأرض ينتظرون ما يحل بهم , خيم في ذلك اليوم الرعب والصمت على الكوكب الازرق , مضى الوقت مسرعا ودقت ساعة النهاية , نهاية اعظم وأجمل كوكب . ترك الناس بيوتهم ومراكز عملهم ولجأو الى الكهوف والجبال , دوى بكاء وصراخ الناس في الارجاء , الكل توجه بالدعاء الى الله لينجيهم من الهلاك..... بقي ساعة على وقوع الكارثة , اختفت اصوات البكاء والصراخ وعم الهدوء مرة اخرى على الارض , الكل رفع راسه الى السماء , تملكني الخوف ولكني اصررت على البقاء مكاني متاملا بالسماء والدموع تنهمر من عيني , دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل وبدأ اليوم الجديد , في تلك الليلة أظلمت السماء بشدة لم يكن هناك قمرا ولا نجوم لكن من وسط الظلمة الحالكة ظهر ضوء ساطع في السماء واخذ يزداد حجما واشعاعا, بعدها بلحظات خرجت اعداد هائلة من الحشرات تملأ الاماكن , أدركت ان شيء سيحدث , توجهت فورا الى الغابة القريبة من المدينة واخذت اركض بكل ما املك من قوة حتى تلاشت المدينة من خلف اشجار الغابة , شعرت بتعب شديد وارهاق ولم اعد قادرا على مواصلة السير وانتابني شعور بالنعاس , جلست تحت شجرة كبيرة لاخذ استراحة ولكنني لم اشعر بنفسي وغفوت, لم ادري كم من الوقت غفوت عندما صحوت على صوت انفجار عالي يصم الاذان , رأيت كتلة عملاقه من النار تصعد الى السماء كانت شديدة الضياء وما ان رايتها حتى تبعها اهتزاز عنيف في الارض , شعرت بالخوف ولم اجد غير ساق الشجرة لأتمسك فيه , تمنيت لو أني استطيع الطيران وفي تلك اللحظة احاط بي نور ابيض وأخذ يجذبني للاعلى حتى وجدت نفسي ممدا على سرير في داخل مركبة غريبة وحولي كائنات غريبة تنظر الي وتتفحصني , وبعدها نهضت عن السرير واخذوني الى مكان اخر واسع مليء بالبشر , طلبو مني الجلوس , سألت : من انتم والى اين تذهبون بنا ؟ قالو : الى مكان امن , وطلبوا ان نبقى هادئين , دخل احدهم علينا واظنه القائد , جلس على منصة امامنا والقى خطاب وقال : سلام منا اليكم , انتم تتسائلون لماذا انتم هنا ؟ ساقول لكم , الان كوكبكم يمر في مرحلة تجديد كما فعل منذ القدم عندما كنا سكانا فيه , لكن كارثة فظيعة حلت به تسببت بزلزال عنيف تبعه امواج هائلة اغرقت كل اليابسة على الارض , رحلنا عن الارض قبل وقوع الكارثة وبحثنا عن كوكب لنعيش عليه , سكنا على المريخ لعشر سنوات ثم حدثت له كارثة هو الاخر ابادت نصفنا , غادرناه بحثا عن كوكب اخر خارج المجموعة الشمسية حتى وجدنا كوكب شبيه كثيرا بالارض اطلقنا عليه كوكب (أومو) ومنذ تلك الفترة ونحن نعيش عليه , ولهذا لم نرد لجنسكم الهلاك فاردنا مساعدتكم , سنذهب بكم الان لكوكبنا لتعيشون عليه معنا حتى تعود الارض لطبيعتها وعندما يحصل ذلك سنعود سويا للارض كوكبنا الام، الان ضعوا احزمة الامان ستسير المركبة , شكرا لكم . لم يمض وقت طويل حتى تم اعلامنا باننا وصلنا الى اومو , نزلنا من المركبة تحت حراسة اعداد كبيرة من جيشهم , تجمعنا في مكان كبير جدا ومليء بالمركبات المحملة بالبشر , كانت باستقبالنا مركبات مخصصة للنقل الداخلي , ركبنا احداها وانطلقت بنا الى مدينة كبيرة ورائعة , اخذوا كل واحد الى مسكن خاص به واعطونا بعض التعليمات, وقاموا باحاطة المدينة بالجيش لحراستها.... عشنا هناك خمس سنوات متتالية, لم نتلقى خبر عن تحسن حالة الارض .. بعدها بسنة وصلنا خبر عن هدوئ واستقرار كوكب الارض وانه اصبح صالح للحياة وأن اعادة الاعمار في الارض بدأت , تطوع الملاين من سكان كوكب اومو للذهب للعمل في كوكب الارض لاعادته اجمل مما كان , انتهت اعادة الاعمار بسرعة كبيرة واصبحت الارض مجهزة لاستقبال اهلها.. جهزت السفن الفضائية لنقل الناس والمعدات لسطح الارض .. حلقت السفن الى الفضاء حاملة معها الحضارة الفضائية الى الارض , انطلقنا بسرعة نحو الارض حتى بدت لنا بلونها الازرق الجميل وقد بدت مختلفة , غرقت كل قاراتنا وظهرت قارة الفضائيين القدامى , هبطت المركبات على سطح الارض حاملة معها الملايين من البشر وسكان اومو , كان ذلك بداية لعصر جديد هو العصر الذهبي للارض , هذه سنة الحياة يذهب اقوام وياتي اقوام اخرين...

3 تعليقات :

غير معرف يقول...

القصة رائعة جدا جدا اتمنى لو يعملوها فيلم رح يطلع جميل جدا

هديل الحمام يقول...

سلمت أناملكـ أخي

ما شاء الله أخي خيالك خَصب

بالفعل كما قال الأخ تنفع أن تكون فيلم

لو أدخل عليها المزيد من التفاصيل *_*

لكنها كقصه قصيره مكتمله العناصر وبغاية التشويق

صِدقاً أستمتعت جداً بالقِراءه ^_^

amjad yaseen يقول...

أهلا أختي .. أنا سعيد لأنها أعجبتك ..

تلك القصة لم أقتبسها من أي فيلم .. إن أردت أن تكوني مثلي فحرري عقلك من الأوهام حتى تعطيه مجالا ليتخيل ويبدع القصص وهذا ما أفعله أنا .. وبالمناسب هذه القصة كانت هي أول قصة لي ..

شكرا لك .

إرسال تعليق

اترك تعليقك على القصة ...

 
كافة الحقوق محفوظة للكاتب © 2021